السيرة الذاتية: أنواعها وكيفية كتابتها
السيرة الذاتية هي مستند يهدف إلى تسليط الضوء على مؤهلات الشخص، خبراته العملية، مهاراته، وإنجازاته. تُعد السيرة الذاتية أداة أساسية في عملية البحث عن الوظائف، حيث يسلط الضوء على مؤهلات الفرد التي تجعله مرشحًا مثاليًا للوظيفة المتاحة. تُظهر السيرة الذاتية كيف يمكن للمؤهلات السابقة للشخص أن تساهم في تحقيق نجاح المؤسسة التي يتقدم إليها. هناك أنواع متعددة من السير الذاتية، وهي تختلف باختلاف الغرض منها وحسب الأسلوب الذي يعتمد عليه الشخص في عرض نفسه.
أنواع السيرة الذاتية
-
السيرة الذاتية التقليدية (الزمنية)
السيرة الذاتية التقليدية هي النوع الأكثر شيوعًا واستخدامًا. وهي ترتب المعلومات بشكل زمني، حيث تبدأ بالمعلومات الشخصية، ثم الخبرات العملية، والتعليم، والمهارات، والأنشطة الأخرى. يتم تنظيم الأقسام من الأحدث إلى الأقدم، بحيث يبرز تاريخ الشخص المهني والإنجازات التي حققها بترتيب زمني. يفضّل هذا النوع من السير الذاتية في حال كان الشخص يمتلك تاريخًا مهنيًا مستقرًا ويود إبراز استمراريته في مجال معين.
-
السيرة الذاتية الوظائفية (المهاراتية)
السيرة الذاتية الوظائفية تركز على المهارات التي اكتسبها الفرد، بدلاً من التركيز على التاريخ الوظيفي أو الزمني. هذا النوع من السير الذاتية مثالي للأشخاص الذين قد لا يمتلكون خبرة عمل طويلة في مجال معين أو الذين يرغبون في تغيير مسارهم المهني. عادة ما تتضمن السيرة الذاتية الوظائفية أقسامًا تفصيلية عن المهارات الفنية والشخصية، إلى جانب الإنجازات التي تدعم تلك المهارات.
-
السيرة الذاتية المدمجة (المختلطة)
كما يوحي الاسم، فإن السيرة الذاتية المدمجة هي مزيج بين النوعين السابقين. فهي تجمع بين التركيز على المهارات والخبرات المهنية، مع عرض تاريخ العمل بطريقة زمنية. يتم تنظيم السيرة الذاتية بحيث يتم تسليط الضوء على المهارات والإنجازات الهامة، بينما يتم أيضًا عرض الخبرات العملية بشكل متسلسل زمني. يُعتبر هذا النوع من السير الذاتية مناسبًا للأشخاص الذين لديهم مهارات متعددة ويرغبون في دمجها مع تاريخهم المهني المتنوع.
-
السيرة الذاتية الإبداعية
يتم استخدام السيرة الذاتية الإبداعية من قبل الأشخاص الذين يعملون في المجالات التي تتطلب مهارات تصميمية أو فنية، مثل الإعلام، الإعلان، والفنون. تتميز هذه السير الذاتية بتصميم مميز ومحتوى مبتكر، كما يُمكن أن تتضمن صورًا أو رسومات بيانية أو روابط لملفات متعددة الوسائط. الهدف منها هو عرض مهارات الشخص بطريقة تجعل السيرة الذاتية تبرز بشكل فريد وتُظهر التميز والإبداع.
-
السيرة الذاتية المختصرة (المدخل)
هذا النوع من السير الذاتية يُستخدم في الحالات التي تتطلب تقديم لمحة مختصرة وشاملة عن الشخص، مثل التقديم لفرص التطوع أو المنح الدراسية أو المؤتمرات الأكاديمية. السيرة الذاتية المختصرة تركز على الخبرات الأكثر أهمية وتشمل العناصر الأساسية فقط مثل التعليم، المهارات الأساسية، وأهم الخبرات العملية.
كيفية كتابة السيرة الذاتية
كتابة سيرة ذاتية هي عملية تحتاج إلى الكثير من الاهتمام بالتفاصيل والتنسيق الجيد. يعتمد تصميم السيرة الذاتية بشكل رئيسي على النوع الذي يتم اختياره، لكن هناك بعض المبادئ الأساسية التي يجب الالتزام بها عند كتابة أي نوع من السير الذاتية.
1. اختيار التنسيق الأنسب
يجب على الفرد اختيار التنسيق الذي يعكس قدراته ومهاراته في أفضل صورة ممكنة. على سبيل المثال، إذا كنت شخصًا مبتكرًا في مجال التصميم، يمكنك استخدام السيرة الذاتية الإبداعية. أما إذا كنت تبحث عن وظيفة أكاديمية أو استشارية، قد تكون السيرة الذاتية التقليدية هي الخيار الأنسب.
2. البدء بالمعلومات الشخصية
أول جزء يجب تضمينه في السيرة الذاتية هو المعلومات الشخصية التي تشمل الاسم، العنوان، رقم الهاتف، والبريد الإلكتروني. يمكن أيضًا إضافة رابط إلى ملفك الشخصي على مواقع التواصل المهني مثل LinkedIn أو أي مدونة شخصية إذا كان ذلك مناسبًا.
3. الهدف المهني أو ملخص السيرة الذاتية
يعتبر هدفك المهني أو ملخص السيرة الذاتية قسمًا مهمًا، حيث يجب أن يتضمن هذا الجزء جملة أو اثنتين عن أهدافك المهنية وطموحاتك. يجب أن يكون هذا الجزء موجهًا للوظيفة التي تسعى إليها، ويجب أن يوضح كيف تتماشى مهاراتك مع احتياجات الشركة التي تقدم لها.
4. التعليم والتدريب
تعد المعلومات المتعلقة بالتعليم من العناصر الأساسية في أي سيرة ذاتية. يجب أن تتضمن هذه المعلومات الدرجات الأكاديمية التي حصلت عليها، اسم المؤسسة التعليمية، وتواريخ التخرج أو الانتهاء. إذا كانت لديك مؤهلات تدريبية أو شهادات إضافية متعلقة بالوظيفة، فلا تنسَ ذكرها في هذا الجزء.
5. الخبرات العملية
يعد قسم الخبرات العملية من أهم أجزاء السيرة الذاتية. يجب أن تبدأ بأحدث وظيفة عملت بها وتستعرض تاريخك المهني بشكل عكسي، أي من الأحدث إلى الأقدم. بالنسبة لكل وظيفة، يجب ذكر اسم الشركة، المسمى الوظيفي، فترة العمل، وبعض الإنجازات الرئيسية التي حققتها في هذه الوظيفة.
6. المهارات
المهارات تعتبر جزءًا أساسيًا في السيرة الذاتية. يجب أن تذكر المهارات الفنية التي تم اكتسابها في الدورات التدريبية أو الخبرات السابقة، بالإضافة إلى المهارات الشخصية مثل القيادة أو القدرة على العمل تحت الضغط. يُفضل تضمين مهارات محددة تعكس متطلبات الوظيفة التي تتقدم لها.
7. الأنشطة التطوعية أو الأعمال الإضافية
في حال كان لديك أي تجارب تطوعية أو أي مشاريع شخصية ذات صلة بالوظيفة التي تتقدم لها، يجب تضمينها في السيرة الذاتية. يظهر ذلك التزامك بالعمل المجتمعي وقدرتك على إدارة مشاريع خارج العمل الرسمي.
8. اللغات
إذا كنت تجيد لغات أخرى بخلاف لغتك الأم، فمن الضروري إضافة هذا القسم. اللغات من المهارات التي يُقدّرها أرباب العمل، وقد تكون عاملًا مهمًا في التوظيف، خاصة في بيئات العمل متعددة الجنسيات أو الدولية.
9. الهوايات والاهتمامات الشخصية
لا يُعتبر قسم الهوايات جزءًا رئيسيًا في السيرة الذاتية، ولكنه يمكن أن يضيف لمسة شخصية ويميزك عن باقي المتقدمين. يمكن ذكر هوايات تُظهر مهاراتك الشخصية أو أنشطتك التي تدل على قدرتك على العمل الجماعي أو التفكير الإبداعي.
10. التنسيق والوضوح
من المهم أن تكون السيرة الذاتية منظمة بشكل جيد وسهلة القراءة. يفضل استخدام خطوط واضحة ومتناسقة، وتجنب النصوص المزدحمة أو التصاميم المعقدة. يفضل أيضًا أن يكون التنسيق متسقًا في جميع الأقسام من حيث العناوين والتواريخ.
نصائح إضافية لكتابة السيرة الذاتية
-
استخدم لغة فعّالة: احرص على استخدام كلمات قوية وفعّالة عند التحدث عن مهاراتك وإنجازاتك. على سبيل المثال، استخدم كلمات مثل “قُدت”، “نفذت”، “نجحت”، بدلاً من كلمات عامة مثل “عملت”.
-
التركيز على النتائج: حاول أن تُبرز النتائج التي حققتها في أدوارك السابقة باستخدام أرقام أو نسب مئوية إن أمكن.
-
التحديث المستمر: يجب أن يتم تحديث السيرة الذاتية بانتظام مع كل تجربة جديدة أو مهارة مكتسبة.
-
تفادي الأخطاء الإملائية: تأكد من خلو السيرة الذاتية من أي أخطاء لغوية أو إملائية، فهذا يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على انطباع صاحب العمل.
خاتمة
السيرة الذاتية هي أداة أساسية تتيح لك عرض مؤهلاتك بشكل جذاب ومنظم. يجب أن تكون سيرة ذاتية قوية وواضحة لزيادة فرصك في الحصول على الوظيفة المرغوبة. اختيار النوع الأنسب للسيرة الذاتية وتنظيم المعلومات بشكل دقيق وواضح يمكن أن يكون الفارق بين القبول والرفض في أي عملية توظيف.
